الأصوات التي نسمعها - سواء كانت الموسيقى ، الكلام ، أو ضجيج الخلفية - هو
نتيجة اهتزازات طبلة الأذن لدينا ، التي تحفزها الموجات الصوتية المتنقلة عبر
الهواء ، والتي تكونت بواسطة سماعات الرأس ، أو الآلات الموسيقية أو الأجهزة
الصوتية لدى الناس أو حتى صوت الشخص المزعج الذي يجلس خلفك في السينما حينما يفتح
كيس الحلوى . هذه الاهتزازات يمكن رسمها (شدة أو ضغط الموجة المرسومة طول الوقت)
يتيح لنا التمثيل البصري للصوت .
الموجة الصوتية من شوكة ضبط ( في الاعلى) ومقارنتها مع الموجة الصوتية لكلام اللإنسان (في الاسفل) |
الموجة الصوتية للوسط A على شوكة ضبط هو مثال ممتاز لعلامة الموجة ، يكتب بصورة رياضيةsin(x) ، جيب الزاويةX . موجة الصوت للكلام أكثر تعقيداً . لكن أي موجة صوتية ، في الحقيقة أي وظيفة تكرارية يمكن تفصيلها إلى عدد من موجات الجيبsine من مختلف الترددات و السعات (الشدة). ها نتيجة العمل الذي بدأه عالم الرياضيات الفرنسي فورييه الذي عاش خلال الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر . التعبير عن موجة صوتية أو أي إشارة تغيير على مرور الوقت كمجموع الموجات الجيبية sines المكونة لها ويعرف بتحويل فورييه لتلك الإشارة
يمكنك كذلك التفكير في صورة معينة كدالة متفاوتة ، ولكن بدلاً من أن تختلف
في الزمن فإنها تختلف عبر الفضاء الثنائي الأبعاد للصورة . في الصورة الرقمية ذات
النطاق الرمادي فإن كل بكسل يحتوي على قيمة بين 0 و 255 تمثل ظلام ذلك البكسل .
ولذلك فإن ظلام أو كثافة ذلك البكسل هو دالة الإحداثيات العمودية والأفقية التي
تعطي موقع ذلك البكسل . يمكنك التفكير في الصورة كمناظر طبيعية متموجة ، مع ارتفاع
المناظر الطبيعية التي تعطى بواسطة قيمة البكسل
ويمكن التعبير ايضاً عن الصور كمجموع موجات جيبية ، ولكن هذه المرة عوضاً
عن موجات ذات بعد واحد فإنها موجات تختلف
ببعدين ، مثل تموجات على ورقة
دالة الموجات الجيبية ببعدين تكتب كالتالي
z =a sin(hx + ky)
بحيث أن الـx و الـ y تعطي إحداثيات النقاط
على الورقة ، و z هو ارتفاع أو كثافة
الموجة في تلك النقطة ، a يعطي السعة (الارتفاع
الأقصى) للموجة . والـ h والـ k يعطيان عدد المرات التي تتكرر فيها الموجة في
الاتجاهين x و yعلى التوالي (وهما الترددان x و y) .
الموجات sin(x) و sin(2y) و sin(x+y) |
وعندما تكون قيمة k=0 فإن الموجة الجيبية
تتقلب فقط على طول المحور x ، وعندما تكون قيمة h=0 فإنها تتقلب على طول المحور y . لكن إذا كان كلاً من h و K لا يساويان صفراً فإن الموجة الجيبية تتحرك قطرياً
عبر الورقة ، مع موجات تنتقل في اتجاه ( عمودي على اتجاه تقدم الموجة) زاوية مع
الميل h/k .
إضافة
تلك الموجات معاً يتضمن فقط إضافة القيم ، أو الارتفاعات للموجات عند كل بكسل . ويمكن للموجات أن تتداخل بصورة جزئية لخلق
موجة نهائية ذات قيمة أعلى في تلك النقطة . ويمكن للموجات أن تتداخل بشكل مدمر
وتلغى . إذا كان اتساع أحد الموجات المكونة أكبربكثير من اتساع الموجات الأخرى
فإنه سيهيمن .
الموجات sin(x)+sin(y) و 5sin(x)+sin(y) و sin(x)+5sin(y) . يمكنك ان ترى كم هو كبير حجم سعة الموجة 5sin(x) في الصورة الوسطى و 5sin(y) في الصورة التي على اليمين تهيمن على الموجة الناتجة
|
تحويل فورييه لصورة يحلل دالة الصورة (المناظر الطبيعية المتموجة) إلى مجموع
الموجات الجيبية المكونة لها . كما هو الحال بالنسبة لموجات الصوتية فإن تحويل
فورييه يرسم خلاف التردد الخاص بالصورة . ولكن خلافاً لتلك الحالة فإن فضاء التردد
له بعدان ، بالنسبة للترددين h و K في البعدين x و y . ولذلك يتم رسمها ليس كلوحة مسامير ولكن كصورة
وتقريباً مع نفس الأبعاد بالبكسل كما في الصورة الأصلية .
ولكل بكسل في تحويل فورييه احداثيات (h,k) تمثل إحداثي الموجة
الجيبية X مع التردد h و Y مع التردد k في تحويل فورييه . نقطة المركز تمثل الموجة (0,0) - مستويات مسطحة بدون
تموجات - وكثافتها (سطوعها بالألوان في المقياس الرمادي) هو معدل قيمة البكسل في
الصورة . النقاط على يسار ويمين المركز تمثل الموجة الجيبية التي تختلف على طول
المحور X (أي أن k=0 ) . سطوع
هذه النقاط يمثل شدة الموجة الجيبية مع هذا التردد في تحويل فورييه (الكثافة هي
مربع اتساع الموجة الجيبية) . أما تلك العمودية فوق وتحت نقطة المركز فتمثل تلك
الموجات الجيبية التي تختلف في المحور Y ولكنها تضل ثابتة في X (أي أن h=0) والنقاط الأخرى في
تحويل فورييه تمثل مساهمات الموجات القطرية .
موجة sin(x) تمثل كصورة رمادية وتحويل فورير لتلك الصورة |
على سبيل المثال : اعتبر أن الصورة أعلاه التي على اليسار هذه موجة جيبية بعدين (التي رأيناها بوقت سابق)
تظهر صورة رمادية . وبجانبها هو تحويل فورييه لهذه الصورة الرمادية ولها نفس
الأبعاد بالبكسل للصورة الأصلية والتي هي سوداء بالكامل باستثناء بعض البكسل المشع
في المركز . وإذا قمنا بتكبير مركز صورة تحويل فورييه (التي يمكنك رؤيتها أعلاه على
اليمين) يمكنك ان ترى أن هناك بالضبط ثلاثة من البكسلات ليست سوداء .
واحدة من هذه النقاط المشعة في المركز تحمل الاحداثيات (0,0) تمثل مساهمة الموجة
(0,0) في الصورة. البكسلات اللامعة على الجانبين مع الاحداثيات (1,0) وانعكاسها
(0 , 1- ) تمثل مساهمة الموجة (1,0) (الموجة الجيبية في الصورة الأصلية) . كل ما
تبقى من البكسلات في تحويل فورييه سوداء ، كما في الصورة الأصلية بالضبط باستخدام
الموجة الأصلية (1,0) .
وتحويل فورييه من تركيبات بسيطة من الموجات التي لها نقاط مضيئة قليلة فقط
. ولكن لصور أكثر تعقيداً ، كالصور الرقمية فهناك العديد والعديد من النقاط
المضيئة في تحويل فورييه لها كما أنها تأخذ العديد من الموجات للتعبير عن الصورة .
في تحويل فورييه للعديد من الصور الرقمية الملتقطة بصورة طبيعية ، غالباً ما
تكون هناك كثافة على طول المحورين X و Y لتحويل
فورييه ، مما يعني أن الموجات الجيبية الممتدة على طول هذين المحورين فقط تلعب
دوراً كبيراً في الصورة النهائية .
وذلك لأن هناك العديد من المميزات الأفقية
والرأسية والمتناظرة في العالم حولنا - الجدران ، سطوح الطاولات ، حتى الأجسام
متناظرة حول المحاور العمودية . يمكنك أن ترى ذلك بتدوير الصورة قليلاً (لنقل
بنسبة 45%) . عندها سيكون لتحويل فورييه كثافة قوية على طول زوج من الخطوط العمودية
التي يتم تدويرها بنفس المقدار .
محرري موقع plus وتحويل فورييه ، والتي تبين سلسلة من المساهمات من الموجة العمودية التي تمثلها نقاط مضيئة على طول المحور الرأسي |
محرري موقع plus مع تدوير 45 درجة وتحويل فورييه لهم |
تحويلات فورييه هي ادوات مفيدة بشكل لا يصدق للتحليل والتلاعب بالأصوات والصور
. وبالخصوص في الصور، إنها الآلات الرياضية وراء ضغط الصورة (كصيغة JPEG)، تصفية الصور، والحد من التشويش والضوضاء.
الصور ذات البعدين للموجات الجيبية ، السطوح ، و تحويلات فورييه صنعت بواسطة
برنامج الماتلاب . في حالة إذا ما كنت تحب أن تجرب بنفسك يمكنك ان تستخدم الأوامر
التي استخدمناها من هنا
المصدر
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق